أشادوا بقضية يسرا ولم يتفقوا علي الدالي وفاروق وحمادة
مر قطار الدراما الرمضانية سريعا كعادته بعد ان توقف أمام أكثر من محطة فضائية وأرضية وهو يحمل داخل عرباته نخبة كبيرة من نجوم الدراما الذين تسابقوا قبل بداية الشهر الكريم للحاق به.. وها هو قد وصل إلي محطته الأخيرة بعد رحلة طويلة تابعها الملايين في جميع الاقطار العربية حيث سعي كل منهم لمتابعة رحلة نجومه المفضلين بشغف لكن يظل رأي النقاد في هذه الرحلة الدرامية المثيرة هو الأكثر جذبا للانظار خصوصا وأن مشاهدتهم للمسلسلات تحمل في طياتها وجهات نظر متخصصة قد تتفق مع المشاهدين او تختلف معهم.
أ خبار النجوم التقت بهم للتعرف علي تقييمهم للمسلسلات الرمضانية ومدي إلتقائها بالقضايا التي تشغل افكار المشاهدين وهمومهم فماذا قالوا:
يؤكد السيناريست ممدوح الليثي رئيس جهاز السينما ونقيب السينمائيين والرئيس الاسبق لقطاع الانتاج بالتليفزيون المصري ان القطاع الخاص تفوق هذا العام علي مسلسلات قطاعات الانتاج الحكومية وان سقوط حنان وحنين لم يكن متوقعا ويستدعي وقفة جادة ويضيف: استطاع الثلاثي نور الشريف ويحيي الفخراني ويسرا ومعهم الملك فاروق الاستحواذ علي اهتمام عشاق الدراما هذا العام وان يكونوا مثار حديث رجل الشارع والمهتمين بالدراما علي حد السواء فالمسلسلات الثلاث الدالي ويتربي في عزو وقضية رأي عام عالجت قضايا هامة وحساسة تمس قلب وعقل المواطن العادي.
وفي نفس الوقت افكارها كانت جديدة ومحبوكة الي جانب الملك فاروق الذي حقق نجاحا اكثر من مما كان متوقعا له وفي المقابل لم يتخيل احد علي الاطلاق ان يخيب ظنه في مسلسل حنان وحنين وهو المسلسل الذي نال حظه اعلاميا قبل البدء في تصويره بفترة طويلة وكان من الاولي ان يظهر بالشكل الذي يتناسب مع الاعداد له ومع حجم النجوم المشاركين فيه عمر الشريف واحمد رمزي لكنه عندما يفشل في الارتقاء لمستوي الملك فاروق فهذا يعني ان هناك اهمالا شديدا ولابد من مراجعة المسئولين بالمدينة جهة الانتاج ولايناس بكر مخرجة المسلسل ومؤلفته واعتقد ايضا انه لم يكن هناك اي مراجعة فنية علي الاطلاق!
وحول مدي ملامسة المسلسلات لاهتمامات الناس ورأيه في شكل الشاشة يقول الليثي: اعتقد ان المسلسلات الاربعة لنور الشريف ويسرا ويحيي الفخراني بالاضافة إلي الملك فاروق كانت اعمالا مناسبة وانا مؤمن بانه طالما لم تقدم علي الشاشة اي اعمال مستفزة او شديدة السوء فانها تكون ناجحة ولم نسمع هذا العام عن استياء رجل الشارع او المشاهد العادي من اي عمل وهذا في رأيي دليل نجاح وشكل مشرف للشاشة.
الموضوعات أفضل من المعالجة
أما الناقد د. رفيق الصبان فيؤكد ان مسلسلات هذا العام تميزت بجودة الموضوعات لكن المعالجة كانت اقل من المستوي المطلوب باستثناء مسلسل الملك فاروق ويقول:
لم يلفت انتباهي هذا العام سوي ثلاثة مسلسلات فقط الاول هو مسلسل الملك فاروق الذي نال اعجابي من الحلقة الاول وحتي الاخيرة وكذلك هناك مسلسلان سوريان هما الاجتياح و الحصرم الشامي فالأول يناقش مذبحة جنين والثاني عن الشام القديمة وصراع الاغاوات مثل صراع الفتوات للأديب العالمي نجيب محفوظ وبالتالي المسلسل كان له خلفية سياسية رائعة وعالية المستوي في الاداء والتقنية الفنية.
وعن رأيه في نوعية القضايا التي طرحت هذا العام يقول د. رفيق الصبان كل القضايا في غاية الاهمية وقريبة من الناس ومشاكلهم في مصر والوطن العربي لكن يعيبها ان المعالجات لم تكن علي المستوي المطلوب وهي في الاجمالي اجمل من مسلسلات الاعوام الاخيرة اضافة إلي ان التواجد العربي كان أهم ماميز دراما رمضان هذا العام ايضا فقد اثبتت التجربة ان اتحاد الفنانين العرب وتعاونهم يمكن ان ينتج عنه عمل قيم مثل الملك فاروق ورغم ذلك فان لي بعض التحفظات علي اداء السوريين جمال سليمان وايمن زيدان فالاول لم يظهر بنفس القوة في الاداء التي ظهر به العام الماضي في حدائق الشيطان.
أما الثاني فلم يلفت الانتباه إليه رغم نجوميته وشعبية الطاغية والتي لايختلف عليها احد وبالتالي مر علي الشاشة المصرية مرور الكرام.
وعن رأيه في مشكلة عدم الاستيعاب التي واجهت جمهور الدراما هذا العام وكيفية التغلب عليها يقول د. رفيق الصبان: هذه المشكلة سببها التزاحم الشديد والانتاج الدرامي الوفير والذي فاق كل الحدود فالقدرة الاستيعابية للفرد لايمكن ان تتجاوز اربعة مسلسلات في اليوم الواحد وبالتالي هناك مسلسلات تضاربت مع بعضها البعض وهناك مسلسلات لم تشاهد علي الاطلاق رغم جودتها والحل الوحيد هو توزيع عرض هذه الاعمال علي مدار العام وليس في شهر رمضان فقط حتي لاتفقد هدفها.
تواجد السوريين انعش الشاشة
أما الناقدة د. عزة هيكل فتري ان كثرة الانتاج الدرامي مازالت هي العائق امام استمتاع المشاهد بالشاشة الفضية.. وتقول: اعترف بأن مسلسلات هذا العام كانت جيدة في مواضيعها ومعالجاتها وفي القضايا التي طرحتها علي المشاهدين وكانت في معظمها قضايا جماهيرية لكن هل استطاع المشاهد التركيز مع كل هذه المسلسلات او حتي الغالبية العظمي منها بالطبع لا فأكثر العاشقين للشاشة لايستطيع ان يتابع اكثر من ثلاثة اعمال في الشهر حتي يستطيع ان يتعايش مع الحالة والاحداث المطروحة خلال العمل وهنا لابد ان نتخلص من مشاكل مثل سوء التوزيع طالما ان الانتاج وفير إلي هذه الدرجة بحيث تعرض المسلسلات علي الشاشة الصغيرة طوال العام.
وبعيدا عن حجم الانتاج ومشكلة كل عام تقول د. عزة هيكل عن رأيها في أهم المسلسلات هذا العام: ان هناك ميزة حدثت في المسلسلات واحدثت نوعا من التغيير في شكل الشاشة وهي دخول العنصر السوري بقوة سواء في الاداء التمثيلي او الاخراجي ورغم انني ضد التصنيف علي حسب الجنسية الا انني اعتبر ان هذا الوجود السوري اعطي مزيدا من الحيوية للشاشة المصرية ومسلسلاتها لكني ضد فكرة اسناد مسلسل مثل الملك فاروق لغير المصريين فمصر اولي بتاريخها سواء اتفقنا مع الملك او اختلفنا معه ومن حق الاجيال الجديدة ان تعرف الوجهين المتنازع عليهما للملك ولمرحلة الحكم قبل الثورة واعتقد ان المراجعة التاريخية للدكتور يونان لبيب رزق تحبط اي محاولات للتشكيك في صحة الاحداث التي جاءت بالمسلسل حتي وان كانت غير التي توارثناها وبالرغم من ان العمل تاريخي الا ان د. لميس جابر نجحت في رسم صورة جديدة للملك فاروق ومن المسلسلات ايضا قضية رأي عام والسيناريو الرائع لمحسن الجلاد فقد شعرت ان المسلسل هو الاقرب إلي الشارع المصري وقضاياه وهو ماكنا في حاجة إليه الاعوام السابقة دراميا ومسلسل يتربي في عزو فكرة جديدة واداء جيد ومتميز من يحيي الفخراني والحوار الرشيق من يوسف معاطي.
وعن الاعمال التي لم تتمكن من متابعتها تقول د. عزة هيكل كان نفسي اتابع مسلسل نادية الجندي هند علام لان يسري الجندي مؤلف كبير وكذلك حرمتني زحمة المسلسلات من المصراوية لاسامة أنور عكاشة.
قضية رأي عام الافضل
الناقد والكاتب الصحفي رؤوف توفيق أكد ان قضية رأي عام كان من أفضل المسلسلات هذا العام وان مسلسلي الدالي و يتربي في عزو عليهما بعض التحفظات حيث يقول:
استطاع المؤلف محسن الجلاد ان يضع يده علي قضية حيوية وفي غاية الاهمية وسبق لي ان كتبت فيها أكثر من مرة فالاغتصاب هو انتهاك لحرية المرأة واعتداء غير مقبول علي كرامتها في الشارع المصري وسعدت كثيرا عندما نقلت هذه القضية للشاشة الصغيرة رغم جرأتها لانها انعكاس لاحوال الشارع وما وصل إليه الحال والمسلسل يقدم صورة حقيقية لجريمة اغتصاب بكل اثارها علي المرأة واسرتها وكذلك مسلسل عفريت القرش للمؤلف كرم النجار وبطولة فاروق الفيشاوي فهو نابع من مشاكل الناس وهمومهم ايضا حيث يناقش احوال الاسرة المصرية اذا فقد العائل قدرته علي تحمل المسئولية دون ارادته والدور الذي يجب ان تقوم به الاسرة في ذلك الوقت وهو موقف يمكن أن يحدث بالفعل في كل بيت في مصر والوطن العربي، اما المسلسل الثالث الذي لفت انتباهي هذا العام هو حنان حنين لعمر الشريف واحمد رمزي فقد جذبني اداء النجم العالمي بغض النظر عن سطحية الموضوع رغم أن المسلسل كانت له بداية جيدة لكنه فقد جديته بعد الحلقة العاشرة واصبحت القضية مترهلة.
ووجه الناقد رؤوف توفيق تحفظاته علي مسلسلي الدالي لنور الشريف ويتربي في عزو ليحيي الفخراني فالاول كان مليئا بمشاهد الفلاش باك والدخول من زمن الي زمن اخر وبكثرة خلال الثلاثين يوما وهو الامر الذي لايتناسب مع مسلسل تليفزيوني اما يتربي في عزو فبدايته كانت ساذجة جدا لكنه اخذ قوامه الحقيقي بعد منتصف حلقاته تقريبا حيث تعرض لمشكلة هامة في الأسرة المصرية وكذلك قلب امرأة، لالهام شاهين وماجد المصري فالمسلسل يناقش قضية مستهلكة وهي نموذج لمرأة استغلت ظروفها الصعبة وحولتها لنجاحات متتالية وتكوين ثروه هائلة
شكرا
